يوميات
قبل يومين كان الجو حاراً بعض الشيء عند خروجي من المنزل صباحاً،،، امتطيت سيارتي العجوز، المعروفة بـ "معصومة" بين نساء الحي،، أدرت مكيفها فتمطّى وفغر فاه متثائباً ليعلن عن صحوة طال انتظارها بعد بيات شتوي استمر أشهراً عدة،،، عطس في وجهي عاصفة من الغبار والأتربة المحملة بأجنحة الحشرات التي لم تجد مكاناً لتنتحر فيه غير مكيف سيارتي البائسة،،، انتفضت "معصومة" وكأنها في حفلة فجور ماجنة وعلا منها شخير ونخير وتأوهات إيروسية فاجرة حتى أيقنت بأنها فاطسةٌ لا محالة إلا أنها تابعت تلك الرهزات على وقع نوبة الربو التي ألمت بها فجأة بعد إدارة مكيفها دون أن تتوقف أو أن تصل ذروتها. بعد أكثر من خمس دقائق على تلك الحال ارتفعت درجة الحرارة بدلاً من أن تنخفض واستحال الجو داخلها إلى جحيم حقيقي مما اضطرني لإطفاء المكيف والرضوخ للأمر الواقع الذي فرضته عليّ الطبيعة.
عند عودتي للمنزل وجدت بأن إدخال "معصومة" للكراج كان أمراً مستحيلاً، فقد احتلته قطة شرسة ووقفت عند بابه تدافع عن حياضها باستماتة وبعد قرابة العشر دقائق من الكر والفر معها استسلمت وسحبت قواتي للخارج،،، كنت قد شاهدت هذا القطة مراراً تصطحب معها قطط صائعة مائعة منحرفة لإحياء حفلات مجون في الليالي الباردة إلا أنني احترمت حرياتهم الشخصية ولم أتدخل بالرغم من علو أصواتهم في تلك الليالي الضلماء واحتمال تحريكها للغرائز الشيطانية إلا أنني وبعد هذه الحادثة المؤسفة قررت أن أفرض قوانين العفة داخل الكراج وحتماً سأفرض على هذه القطط السافلة فصلاً بين الجنسيين وإذا تفاقم الوضع سأنشئ جهازاً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الطريقة القططية.