Creative Commons License
شكراً وزارة الإعلام، لست في حاجة لحماية حقوق الطبع.

زرنوق بحراني

هنا حيث تنحشر الأفكار والأحلام والخواطر

الاثنين، يناير 16، 2006

إجــازة

الكل ينظر إليك وعلى شفتيه ابتسامة بلهاء، كأنه يريد أن يسألك شيئا إلا أن بُعد المسافة بين السيارات حال دون مُراده،،، الجوالات اللعينة لا تكاد تصمت أبدا حتى أن شبكة الاتصالات كانت مشغولة أكثر من مرة هذا الصباح،،، السيارات القادمة من المنامة على الضفة الأخرى من الشارع أكثر بكثير من تلك المسافرة إليها،،، لوهلة ظننت أني أخطأت التوقيت أو ربما كنت قد خرجت للعمل في يوم عطلة أو أن كارثة ألمت بالمنامة فهرع الناس خارجها!

بعد أن وصلت للمنطقة الدبلوماسية، حيث أعمل، كانت خالية تماماً كمدينة أشباح غادرها الجميع، حتى الشحاذين كسدت تجارتهم ذلك اليوم، فتجرأ أحدهم ومد إليّ يده مستجديا بالرغم من أنه لم يكن ليفعل ذلك في يوم عادي، ربما مراعاة لحالتي الصحية فأنا لو تبرعت بمائة فلس لانتكست حالي وتقوس ظهري وربما أصبت بسكتة قلبية وظللت أحبو بعدها حتى آخر الشهر من شدة العجز الكارثي الذي كان سيلم بميزانيتي الكسيحة، إلا أنه وبالرغم من هذا كله كان قد مد يده المباركة صوبي وخاطبني قائلاً "اليوم بس، حلاوة الإجازة"!!!

بمجرد سماعي لكلمة "إجازة" ودون أن أستفسر أكثر، دسست كفي الطاهر في جيبي وأخرجت منها قطعتين من فئة خمس وعشرين فلساً وأعطيتها الرجل فرفعها إليه ونظر إليها بسرعة ثم عقد حاجبة وقضب جبينه حتى حسبته سيصرخ "الله أكبر" إلا أنه لم يفعل،،، نظر إلي بشزر وتقزز وبدا لي وكأنه أراد أن يقول شيئا ففررت من وجهه قبل أن يرميني بسهامه فلهذا الرجل لسان سليط ولست أحتمله ألبتة فقد سبق أن أعطيته خمس وسبعون فلساً (كانت عبارة عن ثلاث قطع من فئة خمس وعشرين فلساً)، يوم ترقيتي الأخيرة، فنظر إليها بالطريقة ذاتها ثم صفعني بها صارخاً "خلها لامك"!!!

دخلت إلى المكتب وعرفت بانتقال الشيخ جابر الصباح إلى جوار ربه فلعنت الإجازات التي أصابت البحرينيين بما يشبه النيكروفيليا المقرفة ولعنت نظام القطاع الخاص الذي حرمني من الإجازة بينما تمتع بها عمال القطاع العام ولعنت نفسي أكثر لخسارتي تلك الخمسين فلس القيمة دون مبرر!!!

تحياتي،
حسن الخزاعي
المنامة المحروسة