Creative Commons License
شكراً وزارة الإعلام، لست في حاجة لحماية حقوق الطبع.

زرنوق بحراني

هنا حيث تنحشر الأفكار والأحلام والخواطر

الخميس، يناير 12، 2006

شيء ما يحترق



انتشرت الإطارات المحروقة على طول شارع البديع من أمام قرية السنابس ومدخل البرهامة حتى مدخل الديه، في البداية حسبت أن جماعة ما تقوم بطقوس احتفالية دينية غريبة على غرار "حرق صفر" تلك الاحتفالية الشيعية المنقرضة والتي نطالب الجهات الرسمية بإحيائها والحفاظ عليها حتى يتسنى لبعض أولئك الذين يمتلكون شهوة حرق مكبوتة من التنفيس عن أنفسهم من خلالها. إلا أن تحرياتي لم تشر إلى وجود أي احتفال ديني هذه الليلة ومن ثم لم يبق عندي إلا افتراض واحد هو أن تلك الحرائق عبارة عن مراسيم من بقايا طقس وثني لطرد الأرواح الشريرة كذلك الذي تقيمه قبيلة الوايليكي الهندية في عيد اللاشكر بأمريكا،،، ربما كنا ورثناه عن أجدادنا الدلمونيين الكفرة (حسب فتوى أطلقها أحد النواب الأفاضل في المجلس الوطني) تقضي تلك المراسيم بحرق شيء ما لطرد الأرواح الشريرة خصوصاً وأن هذا اليوم يوم كئيب قتل فيه نجل الملك في حادث مروري مروع وفُجع المسلمون بمقتل أكثر من 350 حاج بتدافع بمنى وبذلك لابد وأن تكون الأرواح الشريرة محيطة بنا من كل جانب فتبرع بعض الإخوة، مشكورين، بالقيام عنا بواجب هذا الطقس الكفائي!!!

كأحد الدول الموقعة على اتفاقية كيوتو للحد من انبعاث الغازات المتسببة في تغير المناخ، يجب على السلطات البحرينية إقناع معارضيها بحرق مواد أخرى غير إطارات السيارات لما ينبعث عنها من كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون خصوصاً في هذه الفترة، فالارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات قد يساهم في إقناع أولئك المعارضين بالعدول عن استخدام الإطارات والكيروسين واتخاذ وسيلة أخرى أقل كلفة للتعبير عن الاحتجاج كحرق البخور الهندي الرخيص مثلاً وإن كانت رائحته تسبب لي نوع من الحكة المزمنة في مناطق حساسة أكثر من تلك التي تسببها مسيلات الدموع إلا أنه أنسب بيئياً وأقل كلفة اقتصادياً من الكيروسين وإطارات السيارات،،، شيء آخر بالإمكان حرقه وهو أقل كلفة من كل ما سبق، شيء آخر أفضل من حرق الإطارات والبخور وحتماً أفضل من الشماتة في المنتديات لموت طفل فقط لأنه من العائلة الحاكمة، شيء لا يكلفنا شيء حرقه والتخلص منه للأبد،،، ربما نحن بحاجة لحرق سواد قلوبنا والدوس على كل جراحاتنا وتعزية أهله بمصابهم.

لكم الوِد،
حسن الخزاعي
المنامة المحروسة