Creative Commons License
شكراً وزارة الإعلام، لست في حاجة لحماية حقوق الطبع.

زرنوق بحراني

هنا حيث تنحشر الأفكار والأحلام والخواطر

السبت، ديسمبر 03، 2005

نحس

منذ أن عدت للبحرين والأوضاع تسير باطراد صوب التصعيد وبعد مواجهات الليلتين الفائتتين، بين شرطة مكافحة الشغب والعاطلين، فقدت الأمل في استتباب الأوضاع كلية، أكثر ما يحزنني هو أني أحس بالمسئولية التامة عن كل الذي يحدث، فوجودي في أي مكان سبب كافٍ، على ما يبدو، لتفُجر اضطراب فيه فعند زيارتي الأولى للولايات المتحدة في 2001 تفتقت عبقرية السلفية الجهادية عن مشروع غزوة منهاتن "المباركة" فعشت ستة أسابيع أنتحل في كل يوم شخصية جديدة بشرط أن لا تكون عربية، فكنت أدعي بأني هندي هندوسي كاره للإسلام من كاهله لكاحله ومرات كولومبي يعتقد بأن الشرق الأوسط اسم لمنظمة إرهابية في روسيا وفي إحدى المرات ادعيت بأني بهائي إيراني منفتح على الجميع ورافض للإرهاب. بعد عودتي للبحرين لبثت غير بعيد ثم انتقلت للمملكة المتحدة فتفشى بين أبقارها البائسة مرض الحمى القلاعية فراحت السلطات تحرقها بالآلاف حتى إنك لتشم رائحة الشواء في الريف الإنجليزي حيثما مشيت،،، بعدها انتقلت للعمل بالرياض فأبت "قاعدة الجهال في بلاد الحرمين" إلا أن تثبت لي بأني منحوس (وليس على المنحوس حرج!) فشرعت بتنفيذ غزوة المحيا التي نجوت منها بأعجوبة حيث كنت قد وصلت تواً لمطار الملك خالد لحظة الانفجار وعندما عدت للرياض بعد أسابيع كانت هناك غزوة "مباركة" أخرى، لست أذكر اسمها، تلتها مواجهات بين قوات الأمن وجماعات "يا خيل الله اركبي" الإرهابية. وعندما انتقلت للعمل بقطر ارتأى أحد الإخوة المصريين العاملين هناك ضرورة أن يلاقي ربه متفحما ففجر جسده في مسرح قريب من المدرسة البريطانية في الدوحة. وعندما ذهبت في إجازتي السنوية لاسطنبول فجر أحد الأخوة المؤمنين جسده في القنصلية البريطانية التي كانت ملاصقة للقندق الذي أنزل فيه فدمرت بوابته وقتل بعض النازلين فيه. وأخيراً بعيد زيارتي لباريس قبل شهر أو أكثر اندلعت الفوضى فيها...

لست أدري إن كنت سبباً في انتشار حمى الطيور أيضا، إلا أني متيقن بأني لم أقم بزيارة لجنوب شرق آسيا بعد ولكن كانت عندي النية فقط وأخاف أن النحس، كما العمل، بالنيات! في الأسبوع القادم سأكون في دبي وأخشى أن يتسبب وجودي فيها بمصيبة لا أتمناها.

لكم الود،
حسن الخزاعي
المنامة المحروسة