Creative Commons License
شكراً وزارة الإعلام، لست في حاجة لحماية حقوق الطبع.

زرنوق بحراني

هنا حيث تنحشر الأفكار والأحلام والخواطر

السبت، نوفمبر 04، 2006

محمود اليوسف، ما له وما عليه

رُفع الحجب عن عرين محمود، الذي لن أجرأ على تسميته عرينا بعد اليوم ولي في ذلك أسبابي الخاصة التي لا أود التصريح بها الآن. رُفع الحجب بعد أن استنفر المدونون والصحفيون قواهم مطالبين بإلغاء القرار حتى أن جرائد يومية، كالوسط والوقت وGDN، نشرت أكثر من موضوع عن القضية ذاتها وأعطت ضوءً أخضر لصحفييها للكتابة عن القضية بحرية تامة ومواصلة الضغط على وزارة الإعلام من أجل التراجع عن قرارها القاضي بحجب المدونة وربما مقاضاة صاحبها.

المسئولين في وزارة الإعلام وكما عودونا دائما أكثر غباءاً من أن يتمكنوا من دراسة عواقب قراراتهم الساذجة والمرتجلة عادة، وكما حدث في قضية "بحرين أونلاين" الذي حُجب ثم تم إحالة مديريه (علي عبدالإمام، حسين يوسف وسيد محمد الموسوي) على النيابة العامة واعتقالهم لأكثر من أربعين يوما، الأمر الذي شوه صورة ديمقراطيتهم المزعومة لأبعد الحدود وأثار موجة استياء واحتجاجات واعتصامات أمام مكاتب النيابة العامة من أجل فك سراحهم.

تحت الضغط أطلق سراح الثلاثة وبقت قضيتهم مفتوحة إلى يومنا هذا، إلا أن أحدا لا يتحدث عنها الآن فلا تحقيقات ولا محاكمات ولا أي شيء، فقط صمت كصمت القبور فقد أدرك المسئولون سذاجة قرارهم ذاك أو ربما وصلتهم قرارات من جهات عليا لإغلاق الملف وسد الطريق على قوى المعارضة المافتئت تحاول فضح مزاعم الديمقراطية في البحرين.

وبعد اجتماع مع وكيل وزارة الإعلام، د.عبدالله يتيم، قرر رفع الحجب عن عرين محمود شريطة أن يتخلص من كل المواضيع الخاصة بفضيحة تقرير البندر وكذلك فعل فعاد موقعه للنور مرة أخرى. انتقده البعض لتنازله عن حقه في الحديث عن تقرير خطير كذاك خصوصا بعد أن كان قد صرح سابقا في أحد مواضيعه بأنه سيطالب برأس المتهم الرئيس في ذلك الملف، الشيخ أحمد عطية الله آل خليفة!

صاحب العرين اختار أن لا يكون أسدا وذلك حقه كاملا ولا يجب أن يلومه أحد على استخدامه، فقد استخدمه حسين مرهون صاحب "مداس آية الله" قبله، عندما كتب بأنه لن يتحدث عن التقرير بعيد صدور قرار منع تناوله مباشرة وكذلك فعلت أنا في الزرنوق فلم أكتب شيئا عن التقرير أبدا ذلك أني أدرك تماما معنى أن تكون أسدا في ديمقراطية عريقة كالبحرين!

غير أن الخوف قد استبد بمحمود اليوسف لدرجة أنه خرج من ذلك اللقاء ليكتب مادحا النظام الذي قال عنه "لست أدري كم دولة في العالم يتمكن فيها مواطن عادي من مقابلة مسئولين على هذا المستوى" واسترسل ليمدح مسئولي وزارة الإعلام بعد شكرهم ووصفهم بالاحترافية وعدم أخذ الأمور بصورة شخصية!

وهذا ما أخذته عليه فإن كان من حقه أن ينجو بنفسه من مضايقات النظام بالتنازل عن نشر ما لا يروق لهم فليس من حقه أبدا ولا أراه ضروريا البتة أن يضلل القارئ بمديح كاذب ليس له مثيل غير ما يكتبه طرزانات الصحف اليومية الذين لا يجيدون أمرا قدر إجادتهم للمديح المبتذل.

الأمر الآخر والأكثر أهمية من سابقه هو أنه في الوقت الذي امتدح فيه جلاده نسي أن يشكر ولو بشكل خجول من وقف إلى جانبه والسبب الحقيقي في تراجع الوزارة عن قرارها، ففي حين وجه شكره لسعادة الوزير ووكيله واسترسل في وصوف مطولة عن حلمهم وأناتهم واحترافيتهم وروعة نظامهم لم يكلف نفسه عناء شكر الصحفيين الذين ساندوه وكتبوا عنه ونسي أو تناسى الصحف التي خصصت مساحات كاملة لقضيته، فلم نجد اسما لصحفي كتب عنه ولا لصحيفة في المضوع الأخير الذي نشره بعد عودة مدونته.


تحية ود،
حسن الخزاعي
المنامة المحروسة