Creative Commons License
شكراً وزارة الإعلام، لست في حاجة لحماية حقوق الطبع.

زرنوق بحراني

هنا حيث تنحشر الأفكار والأحلام والخواطر

الأحد، يناير 07، 2007

سيد الشهداء يصعد للجنة


مرة أخرى أعود.. غير أنه عود آخر فقد عدت بعد أن كدت لا أعود،،، رجعت إليها لا لشيء سوى لأتقيأ همي حروفا في فضاء الورق الافتراضي ولأمارس متعة التعري باستعراضية سيكوباتية مثيرة للسخط ولا تُعنى بمشاعر أحد أيا كان.

أرقني في الأسبوع الدالف إلى غياهب التاريخ من دون رجعة، ذلك الفراغ الطارد على غير العادة، الفراغ الذي سببه غياب ملاكيَّ، الأيمن والأيسر، معا وما سببه من ضياع أعمال جليلة كنت قد أهلكت نفسي في اقترافها وطفقت في الأيام الخوالي أفكر جديا في المطالبة بها بأثر رجعي وبتعويضات مجزية، لولا أن تنامى إلى مسامعي ما حدث وأجبرهما على المغادرة للتفرغ لمهام أكثر إلحاحاً.

حالة طوارئ في السماوات والملائكة في شغل شاغل يرصفون الطرق، يرشونها بماء الورد ويفرشونها بالحبق وتشكيلة مختارة من رياحين الجنة، آخرين منهم منهمكون في تزيين الحور العين استعدادا لاستقبال سيد الشهداء القادم من أسفل سافلين. رضوان المسؤول الأول عن الجنة يطارد الولدان المخلدين لكيلا يفسدوا الاستعدادات الجبارة لحفل الاستقبال الحاشد.

سكان الجنة يتساءلون عن القادم العظيم ويشرئبون بأعناقهم فوق أكتاف الحرس المطوقين لمنصة الاستقبال، يتلصصون النظر علهم يحظون ولو بنظرة.. رضوان الذي فرغ للتو من مطاردة آخر الولدان يصرخ في ملائكته:


- سووا حيطة .. سووا حيطة

أحدهم ظن مخطئا بأنه في مباراة لكرة القدم فحمى، بكلتا يديه، مناطقه الخاصة تفاديا لتلقي ضربة وقائية أو ربما استباقية أو أخرى تكتيكية القصد منها إرباك الصف وفتح ثغرات فيه إعدادا لضربات أخرى مسددة بإذن السماء!

الانتحاريون الأبرار قطعوا لقاءا خاصا كان يجمعهم بنخبة من الأنبياء وفصيل كامل من الأوصياء مدعم بمدد من الصحابة الكرام.. خرجوا زرافاتا ووحدانا لاستقبال البطل القادم إليهم ببراق طار به لأسفل منصة الإعدام فدنى وتدلى بعنق مكسورة رفعته بضربة لولبية متقنة إلى الفردوس الأعلى دون أن ترتطم بشيء في طريقها إلى هناك.

القائد الضرورة ضمن الجنات العلا وسيادة الشهداء بمرتبة الشرف الأولى، لأنه، تقدست أسراره، نطق الشهادتين قبل أن يلاقي ربه فطيسا الأمر الذي أثار موجة من الاحتجاجات في جهنم إذ أن كثيرا من سكنتها كانوا قد فعلوا الشيء ذاته إلا أنهم لم يغفر لهم من ذنبهم شيئا.

فرعون رفع رباط رأسه وقصعه خلف أذنيه غاضبا.. أصيب بارتفاع في أحماض المعدة وحرقة غير محتملة في مناطق أخرى.. ناست في رأسه الأفكار وعملت في قلبه الغيرة.. رفع تظلما للآلهة يطالبها بمراجعة منح القائد الضرورة لتلك المرتبة أو منحه هو الآخر مرتبة مساوية لها، فهو الآخر كان قد آمن برب موسى آن غشيه الماء.

رفض التظلم وردت الدعوة بحجة أنه – فرعون – كان قد أفسد في الأرض فسادا عظيما ومارس تصفية عرقية ضد بني إسرائيل، أدينت بسلسلة طويلة من قرارات الآلهة المتحدة التي لم يرضخ لأي منها.. وعندما دفع فرعون بأن سيد الشهداء هو الآخر أفسد في الأرض وأهلك الحرث والنسل ومارس التصفية العرقية جاءه الجواب بأن القائد أعلت الآلهة مقامه الشريف إنما قتل الروافض وهؤلاء ليسوا من أهل الجنان على أفضل حال ودمهم مهدور لا قيمة له، لذا لم تصدر إدانة بحقه من منظمة الآلهة المتحدة ولا أي هيئة تابعة لها، بل حتى منظمة آلهة بلا حدود، المعروفة بإدانة كل شيء، لم يصدر عنها أي بيان ولو حتى توضيحي لملابسات الأحداث التي راح ضحيتها آلاف الروافض.

فرعون البائس لم ييأس بل عاد ليدفع بأن القائد قتل في من قتل آلاف من أهل السنة والجماعة أيضا، فجاءه الرد زاجرا وغير قابل لأي أخذ ورد بأن من قتله القائد من أهل السنة والجماعة هم جماعات من الكرد، وهؤلاء وإن كانوا من أهل السنة والجماعة إلا أنهم من غير الناظقين بالعربية والعربية كما هو معروف هي لغة أهل الجنة لذلك فهم ليسوا من أهل الجنان كما إخوانهم الروافض تماما ولذا فدمهم مهدور ولا قيمة له هو الآخر.

والله يخلي الريس والله يطول عمره
تحية ود،
حسن الخزاعي
المنامة المحروسة