مأساة الكاظمية
ألف قتيل عراقي في الكاظمية؟! لا مشكلة كلها كم يوم وينسى العراقيون قتلاهم، أليسوا هم شعب المقابر الجماعية والمجازر، شعب الأنفال وحلبچة وضحايا السجون والمخافر؟! مساكين،،، قتلتهم الزحمة والحر وانهيار الجسر وطبعا لا دور لسرايا المقاومة الباسلة في ذلك كله، إذ أنها إنما أطلقت بعض قذائف الهاون احتفالا بالمناسبة، على ما يبدو، ومشاركة منها في إحياء ذكرى استشهاد إمام الشيعة (موسى الكاظم)، وإن أوقعت تلك القذائف سبعة قتلى في البداية فتلك حادثة عرضية لا علاقة لها بما حدث بعد ذلك فوق الجسر من تدافع!!! ثم إن المتابع لتاريخ المقاومة الناصع لا يجد ما يدل على استهدافها للشيعة أبدا بل على العكس من ذلك تماما كانت تشاركهم في كل محفل، في أفراحهم.. أتراحهم.. مساجدهم.. مآتمهم،،، أونسيتم مشاركتها إياهم في كربلاء والكاظم والصحن الحيدري وإحيائها تلك الجنازة الشيعية في النجف والأخرى في الموصل؟!
ألف طفل تفوح منهم عطور الجنة،،، ألف أمرأة في عباءة كل واحدة منهن عبق الأمومة،،، ألف شيخ،،، ألف عجوز... ألف بريء،،، ألف ألف ألف ألف ألف آآآآآآآآآه وآآآآآآآآآآآه
اليوم ذكرى السنة الأولى لمجزرة الأطفال في مدرسة بيسلان، المدينة الروسية، وفي مثل هذا اليوم تماما من العام القادم سيحيي الشيعة في العراق الذكرى السنوية الأولى لمجزرة الكاظمية فيما آخرين في مكان آخر من هذا العالم الكريه سيقعون ضحية شهوة القتل السلفية وهكذا دواليك إلى أن تُهلك السماء آخر حشرة سلفية مقيتة... ترى من المسئول؟! ابن تيمية، محمد عبدالوهاب، ابن باز أم ابن عثيمين وباقي جوقة العوران التي تفتي الناس بكفر كل من يجرؤ ويختلف مع فتاواها المتخلفة أو يقرأ التاريخ قراءة أخرى غير تلك التي يحاولون فرضها وإجبار الناس على الإيمان بها؟! أم أن المسئولية تقع بالدرجة الأولى على المثقفين العرب الذين لا يمتلكون الجرأة لتعريف الناس بحقيقة الدين المتخلف الذي يدينون به؟ أم أنها ربما تقع على الإعلام العربي الذي يزين الذبح ويمجد القاتل السفاح؟! لست أدري بل ولست مهتما لمعرفة الإجابة، فبالنسبة لي كل أولئك مسئول بالقدر نفسه.
گریه کن گریه قشنگه *** گریه سهم دل تنگه
تحياتي،
حسن الخزاعي
<< Home