Creative Commons License
شكراً وزارة الإعلام، لست في حاجة لحماية حقوق الطبع.

زرنوق بحراني

هنا حيث تنحشر الأفكار والأحلام والخواطر

الجمعة، أغسطس 19، 2005

قط شيرازي


أحلام الكائنات النصف بشرية ذات رؤوس الحمير وأجساد البشر لازالت تراودني في كل ليلة تقريبا حتى صرت أخال أهل القطر البحريني الشقيق كلهم كذلك! ربما كانت تلك طفرة طبيعية أو نتيجة لتلاعبات مقصودة بالجينات الوراثية لذلك الجزء الصغير من الشعب العربي الأبي (ربما ليصبح أكثر شبها بباقي العرب!) لست أدري ولكن أحلامي، التي لا تخطئ عادة، تنبئني بأن الحال سائر إلى تلك النتيجة لا محالة،،، فالحذر الحذر يا أهل سار والحجر!!!

لازالت أمور اللغة تعرقل مسيرتي الأوربية، فإلى جانب الإنجليزية وبعض الفارسية طبعا (فكل البحارنة عملاء لدولة الفرس البغيضة) وشيء من الهندية الركيكة (بالرغم من أني ليست لي أي ولاءات جهة دلهي ولم يكن "مانموهان سينغ"، أعلى الله مقامه، من بقية أهلي!) غير تلك اللغات لا أتكلم شيئا ولم أعرف من الفرنسية حتى الآن سوى "ميرسي" التي تعلمتها من أغنية لكاظم الساهر (مد ظله الوارف) يقول في مطلعها "ميرسي كلك زوق ..."

هذه الحال تفرض عليّ عزلة قسرية مما اضطرني للحديث مع الحيطان والطوف، وحتى مكبات الزبالة، شاكيا همي وقرفي فالناس هنا إما فرنسيين أو هولنديين ولا يتكلمون لغة أفطن لها وجل العرب هنا من المغاربة الذين يتحدثون، إلى جانب الفرنسية، رطانة غريبة يدّعون بأنها عربية لكني لا أفقه منها حرفا،،، البارحة اكتشفت بأن أحد جيراني الهولنديين عنده قط شيرازي أبيض منتفخ ولا يخلو من بعض نزق فارسي غير مستغرب فقلت في نفسي لم لا أتحدث مع هذا السنور اللطيف، شيرازي كان أو ولائي لا يهم فالمهم أن يفهمني وأفهمه!!!

تقدمت نحوه وحييته بحرارة:

- "چتوري؟" (شخبارك؟)

التفت صوبي بغرور رافعا حاجبه الأيمن،،، هز شاربه الطويل ولف ذيله الأبيض على مؤخرته ورفع يده الكريمة صوبي وكأنه أرادني أن أقبلها، ورد تحيتي ببرود:

- هلا آقا

فاجأني رده الصقيعي ذاك إلا أنه لم يمنعن من مواصلة الحديث، فالكلام مع هذا السنور المغرور المنتفخ كمخدة ريش تافهة أفضل في كل الأحوال من حديث الحيطان الصامت... واصلت حديثي معه:

- أنا من البحرين

استفزته تلك الجملة بشكل لم أتوقعه أبدا،،، رفع رأسه بسرعه وصوب عينيه الخضراوين نحوي ورفع كلتا يديه حتى أني حسبته سيلطم للحظة ففتحت ذراعيّ معه لأشاركه في حفلة اللطم تلك فلربما كان في حالة شوق شديد للطم بع قضاء سنوات طويلة بعيدا عن تلك الأجواء وأنا بطبيعة الحال كذلك،،، صرخت بلا شعور "وحّــــد"، إلا أنه لم يلطم بل قال بحزم:

- بحرين مال ما (البحرين لنا)

أين هذا القط التافه المنتفخ انتفاخ قطعة البراز المتعفنة من أخلاق سنانيرالسعف البحرانية؟! أهكذا يحيي ضيفه؟! كان بودي أن أمسك بخناقه وأرفس خصيتيه حتى يقر بأن البحرين ليست من باقي أملاك أبيه إلا أن حاجتي إليه منعتني من ذلك.

تحياتي،
حسن الخزاعي