ليست دعوة لمعاشرة الحمير
انتشر بين الناس في الأسبوع الفائت خبر مفاده أن رجل اعتدى على عرض حمار مما أثار موجة من الاشمئزاز والاستهجان وعاصفة من السخرية والتندر اجتاحت المجالس والمقاهي والبيوتات. شخصياً استأت من مقاضات الرجل وادانته وحبسه وتغريمه أكثر من ا ستيائي مما أقدم عليه!
ولو كنت قد أتيت حظاً من العلم في القانون لأعلنت استعدادي للدفاع عنه مجاناً (لم لا فهو ليس بأسوأ من صدام الذي تسابق المحامون "الغيارى" للإعلان عن استعدادهم للدفاع عنه؟) ولاستندت في دفاعي عنه على عدة نقاط أوجزها فيما يلي:
1- إن الحكم على الرجل وإدانته دون مقاضات الحمار أو التحقيق معه فيه إخلال بين بالعدالة المفترضة، خصوصاً وأن حيثيات القضية لم تأت على ما يفيد بأن الحمار - عفا الله عنه - كان قاصراً أو بأن الرجل قد اغتصبه وإنما واقعه برضاه على الأرجح ولربما كان الحمار هو الذي راوده عن نفسه ولربما تلذذ بما كان أكثر من تلذذ الرجل نفسه، فللحمار تسعة أضعاف شهوة الرجل على رأي البعض، فإذا كان القانون ينظر لما حدث على أنه جريمة فلا بد من معاقبة الحمار لما اقترفت يداه وعقوبته في هذه الحالة أن يقتل ويدفن (قياساً بالحد الذي طبق على بقرة عذراء - في قريتنا - أغواها أحد الباكستانيين فواقعها سفاحاً، ولما كشف الأمر أفتانا أحدهم بوجوب قتل البقرة ودفنها) وإذا ما حكم على الحمار بالموت صار لزاماً علينا أن نحكم على الرجل بالموت هو الآخر ولكن القانون لم يذكر شيئاً عن اعدام من يواقع حيواناً، لذا وجب إخلاء سبيل الرجل والحمار معا.
2- وسؤال آخر لم يكلف الناس أنفسهم عناء طرحه ومناقشته، وهو مالذي دفع هذا الرجل البائس لوطئ حمار "خائس"؟ قد أصدم الكثيرين إذا ما قلت بأني لم أكن مستغرباً ألبتة مما حدث خصوصاً إذا ما عرفت أن الرجل كان عاملاً بسيطا لا يستطيع الزواج ولا حتى أن يحصل لنفسه على صديقة أو "صديق" في مجتمع يحرم كل علاقة خارج الزواج ولكنه في الوقت نفسه يعج بالمغريات التي تحرض على ممارسة الجنس، فهو عالم يعاني من أزمة خانقة في القماش على ما يبدو حتى أصبحت النساء فيه لا يرتدين إلا القصير أو الخفيف والمحجبة منهم تضطر لأن تعصر قوامها الرشيق في بنظال يخال للناظر إليه بأنه على وشك التمزق. وحتى إن اعتكف الرجل في بيته تحاشياً لما قد يصادفه في الشارع واكتفى بمشاهدة التلفاز فإن الفضائيات توفر له ما لم يخطر على بال إبليس ولو احتشم الرجل وقرر مشاهدة البرامج الإخبارية فقط طلت عليه إيمان بنورة - أطـــال الله في عمرها - بصوتها الناعم وقدها الجميل! ولا أخفيكم أمراً بأني في إحدى المرات شاهدت فيلما خلاعياً عن تزاوج الفيلة على الفضائية البيرطانية BBC وشكرت الله ألف مرة وحمدته أكثر أن ليس في البحرين فيل.
وأخيرا قد أصبحت ممارسة الجنس مع الحيوانات ظاهرة في البحرين حتى أنني سمعت مؤخراً أن بحرانياً أغوى دجاجة قاصر فاغتصبها فلم تحتمل المسكينة وقضت ضحية شهوة ذلك الرجل وحوادث البقر أكثر من أن توجز في مقال كهذا ذلك أن البقر أكثر إثارة للشهوة على ما يبدو.
ملاحظة موجهة للرجل الذي واقع الحمار حتى لا يقع فيما وقع فيه غيره:
إعلم وتيقن يا هذا بأنك لا تستطيع الزواج من اخت الحمار ذلك أن زواج الائط من اخت الملوط بــــــاطل.
وعجبي،
أبوالعاص الخزاعي
<< Home