رقصات
رقصات(PG-16)!
لا زالت رائحة الفقر تستفز ذاكرتي وتتراقص بمجون على بقايا جراح لم تندمل بعد،،، تشعلها .. تلهبها .. أو ربما توقظها بملح عشق إكزوتيكي قديم ... تسحبني معها بعيداً إلى حيث أزقة المنامة العتيقة، إلى ألوان الجدران التي لم تعرف لون الطلاء بعد، إلى براءة الطفولة، إلى لسعات البرد وإلى الانغماس في لذة العذاب بسادية بحرانية عرف عنها عشقها المفرط للألم الذي لا تعرف الخلاص إلا من خلاله.
رائحة الفقر ليست هي الوحيدة التي تسبح في الذاكرة فخيط رائحة أخرى يقترب منها،،، يعانقها،،، يشمها،،، يكاد يلتصق بها ليلجها ويهتزا معاً على أنغام رقصة "بهنجارا" بنجابية!!! تلك رائحة العائدين من حيث غروب الشمس إلى مضاجعهم محملين بغنائم النصر وبذكريات معركة أخرى من معارك حرب البقاء التي لا تنتهي أبدا، ليرقصوا "الهورا" منتشين بنصر آخر،،، ليلتهموا وجبة المحارب الظافر باستحقاق ... "طماطة وبيض" وكسرة خبز، ربما كانت بائتة من ليلة البارحة، إلا أن طعمها لا يتغير أبدا فهي وإن كانت مصنوعة من دقيق القمح إلا أنها لا تشبه خبز اليوم في شيء!
عدا النفوس وبعض الشكليات، لم يتغير شيء ... الحكومة ذاتها،،، السياسات ذاتها،،، وطائفتين، واحدة ترقص "الهورا" بعد كل يوم تنتصر فيه على الجوع وأخرى ترقص "العرضة" احتفالاً بظفر دائم أو استعداد لحرب قادمة لا تأتي أبدا،،، وفي صباح اليوم التالي يتبادل الفريقان تحيات ما قبل المعركة المؤجلة دائماً وينصرف كل فريق برضا لما كتب له.
راقصو الهورا كانوا على معرفة تامة بحقهم المغتصب ولم يفتأوا يوماً يطالبون به إلا أنهم لم يولوا الأدبار لمعركة البقاء فالرزق لم يكن يوماً بيد حكومة أو مؤسسة، وقد أثبت هؤلاء دائماً أن قلوبهم تسع الجميع حتى أولئك الذين رقصوا العرضة على جراحاتهم ورفضوا خوض تلك الحرب القذرة التي كان الآخرين يدقون طبولها دائما، ليس جبناً وإنما لأنهم لا يؤمنون بضرورة تلك الحرب لذا بقت دائما مؤجلة وظل الآخر يرقص عرضته عبثاً في انتظار أن تأتي!!!
أصر أولئك دائماً على أن يلتهموا وجبة الظفر كل ليلة ورفضوا أن يرموها، كما يعتزم محاربي اليوم أن يفعلوا، فقد رفض هؤلاء - أعني المحاربين الجدد - رقصة "الهورا" واستفزتهم رقصة العرضة وأصروا إلا أن يسايروا الآخر ويلبسوا قرون الثيران ويرقصوا "الكمبلا" احتفالاً بفحولة مزعومة واستعداداً للحرب القذرة.
تحياتي،
حسن الخزاعي
لا زالت رائحة الفقر تستفز ذاكرتي وتتراقص بمجون على بقايا جراح لم تندمل بعد،،، تشعلها .. تلهبها .. أو ربما توقظها بملح عشق إكزوتيكي قديم ... تسحبني معها بعيداً إلى حيث أزقة المنامة العتيقة، إلى ألوان الجدران التي لم تعرف لون الطلاء بعد، إلى براءة الطفولة، إلى لسعات البرد وإلى الانغماس في لذة العذاب بسادية بحرانية عرف عنها عشقها المفرط للألم الذي لا تعرف الخلاص إلا من خلاله.
رائحة الفقر ليست هي الوحيدة التي تسبح في الذاكرة فخيط رائحة أخرى يقترب منها،،، يعانقها،،، يشمها،،، يكاد يلتصق بها ليلجها ويهتزا معاً على أنغام رقصة "بهنجارا" بنجابية!!! تلك رائحة العائدين من حيث غروب الشمس إلى مضاجعهم محملين بغنائم النصر وبذكريات معركة أخرى من معارك حرب البقاء التي لا تنتهي أبدا، ليرقصوا "الهورا" منتشين بنصر آخر،،، ليلتهموا وجبة المحارب الظافر باستحقاق ... "طماطة وبيض" وكسرة خبز، ربما كانت بائتة من ليلة البارحة، إلا أن طعمها لا يتغير أبدا فهي وإن كانت مصنوعة من دقيق القمح إلا أنها لا تشبه خبز اليوم في شيء!
عدا النفوس وبعض الشكليات، لم يتغير شيء ... الحكومة ذاتها،،، السياسات ذاتها،،، وطائفتين، واحدة ترقص "الهورا" بعد كل يوم تنتصر فيه على الجوع وأخرى ترقص "العرضة" احتفالاً بظفر دائم أو استعداد لحرب قادمة لا تأتي أبدا،،، وفي صباح اليوم التالي يتبادل الفريقان تحيات ما قبل المعركة المؤجلة دائماً وينصرف كل فريق برضا لما كتب له.
راقصو الهورا كانوا على معرفة تامة بحقهم المغتصب ولم يفتأوا يوماً يطالبون به إلا أنهم لم يولوا الأدبار لمعركة البقاء فالرزق لم يكن يوماً بيد حكومة أو مؤسسة، وقد أثبت هؤلاء دائماً أن قلوبهم تسع الجميع حتى أولئك الذين رقصوا العرضة على جراحاتهم ورفضوا خوض تلك الحرب القذرة التي كان الآخرين يدقون طبولها دائما، ليس جبناً وإنما لأنهم لا يؤمنون بضرورة تلك الحرب لذا بقت دائما مؤجلة وظل الآخر يرقص عرضته عبثاً في انتظار أن تأتي!!!
أصر أولئك دائماً على أن يلتهموا وجبة الظفر كل ليلة ورفضوا أن يرموها، كما يعتزم محاربي اليوم أن يفعلوا، فقد رفض هؤلاء - أعني المحاربين الجدد - رقصة "الهورا" واستفزتهم رقصة العرضة وأصروا إلا أن يسايروا الآخر ويلبسوا قرون الثيران ويرقصوا "الكمبلا" احتفالاً بفحولة مزعومة واستعداداً للحرب القذرة.
تحياتي،
حسن الخزاعي
<< Home