كائنات نصف بشرية
في واحدة من تلك الرسائل الإخوانية التي أبعث بها لبعض الأصدقاء في البحرين من منفاي الاختياري في أوربا المحروسة بعين الآلهة جميعا من أحقاد بن لادن الرجيم وزمرته الملاعين، حكيت لهم فيها عن ذلك الحلم المفزع الذي تكررت رؤياه، مرات عديدة، في الأسابيع الثلاثة الأخيرة حتى صرت أظنه حقيقة. قصة ذلك الحلم الذي يوقف شعري ويجمد الدم في عروقي، باختصار شديد، هي أني ما أن أسبل عيناي وأسلم روحي، الطاهرة المباركة، للسماء حتى أراني وقد عدت لربوع الوطن بعد سفر طويل وإذا بحشود الناس تستقبلني بالتهليل والتكبير وأهازيج النصر وأغاني الظفر،،، فرقة بالطبول وأخرى بالدفوف ونساء خرجن في ملابس غجرية يتمايلن وهن يغنين:
"خزاعي يا نور العين يا ساكن خيالي.. عاشق بقالي سنين ولا غيرك في بالي.. خزاعي خزاعي خزاعي يا نور العين..."!!!
كل شيء كان طبيعيا غير أن الناس، كل الناس، كانت بأجساد بشر ورؤوس حمير (فيما عدا جماعة صغيرة كانت برؤوس عنز وكراعين بقر) فما كان مني بعد أن رأيتهم كذلك إلا أن عضضت على طرف ثوبي وأطلقت رجلي للريح هرباً منهم إلى حيث لا أدري، إلا أن تلك الكائنات المخيفة لم تكتف برؤيتي فارا من ساحة الاستقبال بل أخذت تطاردني من شارع لشارع ومن زقاق لآخر،،، إلى أن قيضت الأقدار لواحد من أولئك الملاعين أن يقف في نهاية زقاق، تنبعث منه رائحة بول قطط مقرفة، كنت أركض فيه مواصلا هربي فاصطدمت بكرشه المدببة فارتددت عدة أذرع للوراء،،، ما إن ضمن وقوعي بين يديه (أو ربما حافريه) حتى تبسم وشهق شهقة استنفذت كل الأكسجين المتوفر في ذلك الزقاق العطن،،، حرك جناحي أنفه الضخم حركتين سريعتين ثم تبعها بحركة أخرى من أذنيه الطويلتين فيما غمز لي بعينه اليسرى ومسح بلسانه المقرف على شفته السفلى،،، بدت لي تلك الحركات ذات مدلول جنسي شبق مما أثار الهلع في دواخلي، وبحركة لا شعورية، أخرجت له لساني قائلا "عيب يا سيد حمار، والله عيب" فما كان منه إلا أن مط شفتيه وحرك رأسه تجاهي (وكان قد فرق شعره من وسطه) وهو يقول "بوسة بس، بوسة وحدة بس الله يخليك..."!!! دفعت هذا الحمار الشاذ المنحرف إلا أنه لم يبتعد وراح يصر وأنا أبعده عني،،، الخوف يزداد وذاك اللعين يضيق الدائرة حولي... أخذت أصرخ وأستنجد دون جدوى فاستيقضت من نومي فزعا وأنا أصرخ بهذيان "حاااا حاااا حاااا" وزوجتي بجانبي تصرخ بي بلهجة بحرانية قحة "وش هالغرباااال في بلد البقر وبتنقلب ليي حمار اه؟!!"
تحياتي،
حسن الخزاعي
روتردام المحروسة
"خزاعي يا نور العين يا ساكن خيالي.. عاشق بقالي سنين ولا غيرك في بالي.. خزاعي خزاعي خزاعي يا نور العين..."!!!
كل شيء كان طبيعيا غير أن الناس، كل الناس، كانت بأجساد بشر ورؤوس حمير (فيما عدا جماعة صغيرة كانت برؤوس عنز وكراعين بقر) فما كان مني بعد أن رأيتهم كذلك إلا أن عضضت على طرف ثوبي وأطلقت رجلي للريح هرباً منهم إلى حيث لا أدري، إلا أن تلك الكائنات المخيفة لم تكتف برؤيتي فارا من ساحة الاستقبال بل أخذت تطاردني من شارع لشارع ومن زقاق لآخر،،، إلى أن قيضت الأقدار لواحد من أولئك الملاعين أن يقف في نهاية زقاق، تنبعث منه رائحة بول قطط مقرفة، كنت أركض فيه مواصلا هربي فاصطدمت بكرشه المدببة فارتددت عدة أذرع للوراء،،، ما إن ضمن وقوعي بين يديه (أو ربما حافريه) حتى تبسم وشهق شهقة استنفذت كل الأكسجين المتوفر في ذلك الزقاق العطن،،، حرك جناحي أنفه الضخم حركتين سريعتين ثم تبعها بحركة أخرى من أذنيه الطويلتين فيما غمز لي بعينه اليسرى ومسح بلسانه المقرف على شفته السفلى،،، بدت لي تلك الحركات ذات مدلول جنسي شبق مما أثار الهلع في دواخلي، وبحركة لا شعورية، أخرجت له لساني قائلا "عيب يا سيد حمار، والله عيب" فما كان منه إلا أن مط شفتيه وحرك رأسه تجاهي (وكان قد فرق شعره من وسطه) وهو يقول "بوسة بس، بوسة وحدة بس الله يخليك..."!!! دفعت هذا الحمار الشاذ المنحرف إلا أنه لم يبتعد وراح يصر وأنا أبعده عني،،، الخوف يزداد وذاك اللعين يضيق الدائرة حولي... أخذت أصرخ وأستنجد دون جدوى فاستيقضت من نومي فزعا وأنا أصرخ بهذيان "حاااا حاااا حاااا" وزوجتي بجانبي تصرخ بي بلهجة بحرانية قحة "وش هالغرباااال في بلد البقر وبتنقلب ليي حمار اه؟!!"
تحياتي،
حسن الخزاعي
روتردام المحروسة
<< Home