افلونزا الطيور
أي بلاء هذا بل أي مصيبة تلك التي حلت بساحتي اليوم، فبعد الهجوم الغادر لتلك الحشرة الفاجرة الكافرة العميلة للجهات المخابراتية الدنيئة وما تركه ذلك العدوان الغاشم من آثار نفسية وجسدية وحتى اقتصادية (اضطررت لشراء مبيد حشري بعشرة يوروات وأربعين سنتا!) وبعد تقريع و "طحنة" و "حنچة" لم تنته لليلة البارحة من زوجتي لما لم أقترفه في أمستردام و"زنة" ورنة من إبليس، ذلك "اللوفري" اللعين، الذي لم يفتأ يذكرني بالوعد الذي قطعته له،،، بعد كل هذا تفاجئني وسائل الإعلام الهولندية الفاسقة بأن المملكة الهولندية معرضة لانتشار وباء افلونزا الطيور وأن السلطات بدأت باتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهته!!!
ما إن سمعت الخبر حتى تجمدت في مكاني لحظات ثم قفزت لأقفل الشبابيك وأنظر من خلف زجاجها، مرعوبا، لمجرى النهر المقابل حيث تتسكع عشرات البطات يوميا ليبطبطن وكأنهن في مظاهرة احتجاجية مطالبة بوظيفة ما أو بدل بطالة على الأقل (مساكين لا يعرفون بأن ليس لصوت البط صدى)! نظرت إليها لأتأكد من أن إحداها لا تعاني من زكام أو كحة أو أي من أعراض الفلونزة اللعينة ثم أقفلت عائدا إلى حيث التلفاز لأكمل رحلة العذابات مع برنامج عن الـ "فوخل خريپ" (فلونزا الطيور بالهولندية) لأكتشف بأن هذا البلد "الكافر الفاجر" الذي يدعي الديمقراطية ومراعات الحقوق كان قد أعدم مئات الآلاف من الدجاجات البريئات قبل أعوام قليلة وزج بملايين أخريات في أقفاص مقفلة، ليس لأنهن زنين وهن محصنات أو أنهن اقترفن فاحشة لا تغتفر، بل لأنهن أصبن بالزكام!!!
في تلك الليلة بالذات حلمت حلم آخر من تلك الأحلام التي توقف الشعر وتجمد العيون في محاجرها، لكنه كان قد ابتدأ بداية إيروسية مثيرة، حيث رأيتني وكأني على موعد غرامي مع دجاجة بيضاء فاتنة ذات قوام ممشوق وقد مياس وتضاريس تلهب المشاعر... كانت تتقدمني ببضع خطوات وكنت مأخوذا بالطريقة التي تحرك فيها مؤخرتها بين الحين والآخر، مرة لليمين ومرتين للشمال بسرعة وخفة (تذكرت في تلك اللحظات ذلك البحراني البائس الذي اغتصب دجاجة قاصر وعذرته إذ أن تلك الدجاجة ربما كانت قد أغوته بالطريقة ذاتها!)،،، أسرعت الخُطا لألحق بها وما إن اقتربت منها حتى طوقتها بذراعي اليمنى فنظرت إلي بغنج وابتسمت قائلة "قاق" فرددت لها "قاقها" بمثلها أو أحسن منها وبادرتها قائلا "بق بق قــاق" فابتسمت بخجل ما أثار براكين الرغبة في نفسي الأمارة بالسوء إلا أن اللعينة قاطعتني بعطسة عنيفة اكتشفت من خلالها إصابتها بإنفلونزا الدجاج فغلى الدم في عروقي وثارت ثائرتي فصرخت فيها "كــاك عليش وعلى هالشكل" إلا أن صرختي تلك لم تمنع إصابتي بإنفلونزا الدجاج المرعبة،،، أحسست وكأن أعراض المرض بدأت بالظهور علي مباشرة وبضغط غريب عند المؤخرة!!! لأجد نفسي بعض لحظات وكأني سأبيض فصرخت مرعوبا "كاااااك كااااااك كااااااك" فانتبهت من نومي فزعا وأنا أقاقي كما الدجاج تماما وزوجتي تندب حظها بجانبي صائحة بلهجتها البحرانية الأصيلة "الله يخلف ويعاوض،،، بارحة أمس تناهق والليلة تكاكي والله يستر من ليلة باچر" ثم عقبت ساخرة وباللهجة ذاتها "إلا بسألك، بضت لو بعدك؟!" وللّحظة لا أعلم كيف عرفت ذلك!!!
تحياتي،
حسن الخزاعي
<< Home