Creative Commons License
شكراً وزارة الإعلام، لست في حاجة لحماية حقوق الطبع.

زرنوق بحراني

هنا حيث تنحشر الأفكار والأحلام والخواطر

الأربعاء، أغسطس 24، 2005

الفواق وأشياء أخرى


في مسلسل الحرب العادلة التي تخوضها منذ مدة على زنابير السلفية اللعينة التي ربما كانت متجهة صوب الخليج بعد تخريب أعشاشها في عاصمة الضباب  الحبيبة، خسرت سوسن الشاعر اليوم معركة مهمة عندما سخرّت قلمها للسخرية من "هيفاء وهبي" تلك الفنانة البريئة التي كانت جنايتها الوحيدة أن لها وجه كفلقة قمر وقد كغصن البان أو أحلى بقليل وبأنها قربت بقرة لطيفة (بالرغم من أن حكوماتنا الرشيدة لا تقرب إلا الأبقار)!!! وبما أن كل الأمور ينظر إليها بمنظار طائفي هذه الأيام فلا بد أن أزيد على أن ذلك الهجوم الغاشم المدان سلفا، إن لم يكن قد تم بدافع غيرة النساء، فلا بد أن يكون قد أسس له طائفيا كما هي العادة الجارية هذه الأيام،،، فهيفاء، كما هو معروف، شيعية ولسنا ندري بعد إن كانت شيرازية أم ولائية إلا أني أرجح الأولى إذ أن لها عينان تشبهان عيون القطط الشيرازية أكثر!!!

قرأت في عدد قديم من مجلة الـ new scientist، يعود لقبل عامين، أن علماء فرنسيين قد ادعوا كشف السر وراء الفواق ("أبوفاق" على الرواية البحرانية المشهورة أو"الزغطة" على ما جاء في الرواية المصرية المضعّفة والتي أفتى بعض علمائنا الأعلام بأنها موضوعة) وأنه، أي الفواق، دليل على تطور الإنسان عن مخلوقات أقل رتبة، ربما كانت برمائية كالضفادع التي تستخدمه - ولازال الكلام عن الفواق - كطريقة لمنع الماء من دخول رئتيها،،، ألا خيبة الله عليهم أبعد كل هذا الزمن يخرجون علينا بمثل هذه الاستنتاجات السخيفة؟!! حدثت نفسي عند قراءة المقالة بأن ربما كان الإنجليز على حق في تشبيه الفرنسيين بالضفادع فهاهم علمائهم يصرون على الربط بين البشر والضفادع!!! أولا يعرف هؤلاء أن البحارنة قد اكتشفوا منذ زمن بعيد سر الفواق الغامض؟! وبأن أسلافنا الدلمنيين الكفرة الفجرة، على رأي أحد نوابنا السلفيين الأفاضل، كانوا لا يدفنون الميت منهم إلا وقد فغر فاه وكأنه مات مصاب بـأبي فاق، رضي الله عنه، (لا تسألني لم وضعت "رضي الله عنه" بعد أبي فاق فقد تعلمنا أن نترضى كل مرة بعد أي اسم يبدأ "بأبي فلان") فالحقيقة وراء الفواق، الذي عجزت البشرية حتى الآن عن كشف سره، أنه إنما جعل للإنسان للتعبير عما تعجز الكلمات والحروف والرسوم والمسيقى والمسرح وكل وسيلة تعبير أخرى عن التعبير عنه بصدق،،، فأنت مثلا عندما تتشرف برؤية النائب السلفي الآخر بكرشه المدببة ولحيته الطويلة ورأسه الفارغة تماما من أي شيء (فيما عدا صورة مسواك وطبقة نعال زبيري) تعجز عن التعبير عما يختلج في نفسك عندها فلا شعر يسعفك ولا نثر فتكتفي بأن تصاب بأبي فاق رضي الله عنه وأرضاه!!!

تحياتي،
حسن الخزاعي
روتردام المحروسة