Creative Commons License
شكراً وزارة الإعلام، لست في حاجة لحماية حقوق الطبع.

زرنوق بحراني

هنا حيث تنحشر الأفكار والأحلام والخواطر

الاثنين، أكتوبر 16، 2006

في وصف محرر

أولى نصائح أستاذي، هي أن أبتعد عن الشخصنة وأن أنتقد الظاهرة/المدلول لا الصفة.. إلا أني أصاب بأخلال العجزة، وكتام مقرف في التفكير ويستعصي عليّ الوصف وتعييني المحاولات ما يحول دون تطبيقي لتلك النصيحة القيمة.. فأنا أمام أشخاص جواهرهم ظواهر بحد ذاتها.. تتلاشى عند أنواتهم الأميبية، المافتئت تتضخم، كل البرازخ بين الشخص والظاهرة.. فساءون بوالون خراءون ركام مزابل.. لغرورهم هجيج كالبحر ودواخلهم خاوية كالطبول.

آن عنّ لي أن أرسمه بيراعي احترت من أين أبدأ، فشيء صغير مثله جدير بالتأمل وإعادة التفكير ألف ألف مرة قبل رشم الصفحة بالحروف في محاولة يائسة لوصفه.

ذات مساء شتوي أزرق كئيب.. الأضواء خافتة حد العتمة.. الكاميرا تزحف نحوه في طريق أفعواني وقد أشاح بوجهه عنها.. تقترب منه أكثر وأكثر على وقع مسيقى ترقب مزعجة.. تظهر عجيزته فجأة لتملأ الشاشة كلها، غير أنها لا تبدو كمؤخرة إنسان عاقل بل هي أقرب إلى أست كائن غرائبي من حلقة تطور منسية معلقة فيما بين الإنسان وأبناء عمومته القردة.. بدت في المشهد ذاوية كزبيبة وُضعت كيفما اتفق فوق ساقين طويلتين كالخيزران.. صورة نمطية لكائن خرائي مقرف.. يزداد المشهد إثارة آن تحرك الكاميرا لأعلى فيما تعزف مسيقى أفلام رعب هوليودية في المؤخرة.. تتحرك الكاميرا لتظهر ظهره الطويل ثم جوزة الهند الفارغة الملقاة على كتفيه.. شدني المشهد المؤثر جدا فتساءلت إن كان هذا من قال فيه الشاعر:

"له أيطلا ظبي وساقا نعامة ورأس خروف صغير"؟!

جمعني به لقاء واحد فقط كان أكثر من كاف ليخطف لبي ذاك التلألؤ الوضاء لوهج غروره اللامحدود ولأن أتسوق في بازار كذبه الممل طيلة ساعة أو أكثر.. كان ذاك عند البوابة الخارجية لسُجف جمعية العمل الديمقراطي (وعد) وكان ذاك بعد ليلة من أحداث المطار التي اندلعت بعد اعتقال الشيخ محمد سند، وكان ذاك عندما أجبرني القدر على أن أذهب إلى حيث هو برفقة الشقيقين "عباس المرشد" و"عادل العالي".

بدأ الحديث عندما انتقدت اللامهنية والانحياز الكامل جهة السلطة التي تعاطت بهما "جريدة الجنجويد" التي يعمل لصالحها، في تغطيتها للحدث فأزبد وأرعد وانتفخ رأسه وجحظت عيناه.. امتد لسانه من عند حواف الحنجرة لحدود الصدر ثم تطايرت في الجو ندف تفال انطلقت من فيه وانتشر في المكان نتن لازلت أجهل مصدره وإن كانت لدي شكوك حوله.

وقبل أن أستوعب سريالية المشهد وقبل أن أتمكن من رفع عينيّ عن شعر ذقنه المخضر الذي انتصب كالإبر،،، أخبرني بأنه كان هناك وبأنه هو من غطى الحدث وبأنه هو من كتب وحرر وبأنه من قدم وأخر وبأنه من أخرج وأظهر وبأنه هو الضليع في الصحافة وبأني أنا الذي من خارج دائرة الصحافة المقدسة وبأني أنا الذي لا يعرف شيئا عن أصول ذاك العمل المهني الجبار وبأني أنا الجاهل لكيفية كتابة التغطيات، لا يحق لي نقده أو التعليق عليه! أما عن حياد "جريدة الجنجويد" الوليدة فحدث ولا حرج فهذه جريدة محايدة حد اللعنة ولا تربطها بالسلطة أي علاقة ويكفي دليلا على ذلك أنه هو يعمل بها (محررا سياسيا تارة ومراقب ديمقراطي تارة أخرى) وهو المعارض المشهود له مناوءته للسلطة وبأنه ليس مجرد عضو عادي في "وعد" كما الآخرين وإنما قائد منطقة قد الدنيا!

هذا "السوبرمان" الفساء لم يكن يرتدي عباءة ساعتها ولا غرابة في ذلك فهو يخلع عنه عباءة الصحفي المأجور عندما يدخل جمعيته كما يخلع عنه عباءته الآيدلوجية ليعمل بضمير معطوب عندما يدخل صحيفته!

مزبلة الثقافة.. ماخور المبادئ.. جوال الغرور المكتنز غباءا هذا، لم يظهر عليه أثر من آثار "السوبرمانات" ما اضطرني مجبرا أن ألقي نظرة سريعة على وسطه عليّ أشاهد ولو لمرة على الطبيعة "سوبرمان" بوال يرتدي ملابسه الداخلية فوق بنطاله إلا أني اكتشفت أنه لا يرتدي ملابس داخلية حتى.

كان كل ذلك ولم يعرف أحدنا اسم الآخر بعد، وبعد أن انصرفنا ولم يبق من هزيع الليل الأخير سوى سويعات سألت صديقي "المرشد" عن من يكون أصغر مضراط هذا، فأخبرني فعجبت أنه نزع عنه فيما نزع، من نزاهة ومبادئ وضمير، حتى لهجته التي بدا خجلا منها.


اقرأ ما كتبه الشقيق حسين مرهون في مدونته "مداس آية الله" في وصف الكائن ذاته



تحية ود،
حسن الخزاعي
الرياض المحروسة

الأحد، أكتوبر 15، 2006

وحي

أصبت بنوبة برد قاسية.. ارتعدت فرائصي خوفا.. تدثرت بخرقي البالية.. تضمخت عرقا باردا سرى على عمودي الفقري كحشرة مقرفة.. قصعت شعري خلف أذني كي لا يلتصق بجبيني.. حاولت الهرب مرارا بأفكاري بعيدا إلا أن الحقيقة لا تزل ماثلة أمامي والأمر واضح وصريح لا ينفع معه محاولات الفرار البائسة.. ربك قد أوحى إليّ ولا بد لي أن أستجيب!

وبالرغم من هذا الوحي الهابط على قلبي بأوامر ثقيلة إلا أني لست نبيا ولن أدعي النبوة أبدا، فليس عندي وقت للدعوة ولا جلد على تحمل الأذى..وقد يقع بعضهم في التباس ويظن بأن هذا تناقضا فجا إلا أني لا أراه كذلك البتة، فهل رأى أحدكم نبيا اسمه نحلة أو رسولا اسمه زنبور بالرغم من أن السماء توحي للنحل لقوله "وأوحى ربك إلى النحل"؟!

وأنا كإنسان، على أقل تقدير، خير من نحلة طنانة فساءة صغيرة وذلك لقوله "وكرمنا بني آدم" فلم لا يوح إليّ أيضا؟!

حملت قلمي وشرعت أنفذ أوامر الوحي من دون تردد.. أمرت أن أصبح مليونيرا من دون مماحكة أو جدال مع السماء بالرغم من أن ذلك لا يروق لي كثيرا فأنا وبكل تواضع أريد أن أصبح بليونيرا لا مجرد مليونير صغير!

لم أجد وسيلة إلى ذلك خير من استجداء الكرماء من الناس، لذا قررت التأسيس لشحادة إلكترونية تماشيا مع التطور والحداثة التي أدعيهما ووضعت على الجانب الأيمن من مدونتنا المباركة زر أبيض بسيط عليه صورة لبطاقتي إئتمان (ماستر وفيزا) ومرقوش تحتها بالحرف اللاتيني DONATE أي تبرع لمن لا يقرأ الإنجليزية...

ونشيد بقرائنا الكرام اللطفاء الأعزاء الباذلين المعطين المحسنين الخيرين أن يتبرعوا من دون تردد هذا ونفيدكم علما بأننا نقبل، إلى جانب الصدقات، الزكوات والأخماس والكفارات والنذور أيضا.

تحية ود،
حسن الخزاعي
المنامة المحروسة